إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
شرح كتاب الآجرومية
111924 مشاهدة
الجزم وعلاماته

...............................................................................


أما الجزم، فالجزم هو السكون، الحرف إما أن يكون ساكنا وإما أن يكون متحركًا. فالحركات ثلاثة: حركة شبيهة بالواو، وهي الضمة، وحركة شبيهة بالياء، وهي الكسرة، وحركة شبيهة بالألف، وهي الفتحة. فإذا لم يكن متحركا فإنه ساكن. الحرف إما متحرك وإما ساكن. وقد عرفنا أن الجزم خاص بالأفعال، ولا يكون في الأسماء، لكن إسكان آخر الاسم يسمى وقفا، فإنك تقول: جاء سعيدْ، وَتُسَكِّنُهُ، والأصل: سعيدٌ، وتقول: عن سعيدْ، والأصل عن سعيدٍ والتسكين لأجل الوقف. وأما الفعل فإنه ينجزم إذا دخل عليه حرف جزم، ولكن للجزم علامتان: السكون والحذف.
بدأ بالسكون لأنه الأصل، فإن كان الفعل صحيح الآخر فإنه يسكن آخره، تقرأ قوله تعالى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ هذه كلها أفعال مجزومة بلم، وعلامة جزمها السكون.